اسم الله الشافي ( لشيخي الحبيب راتب النابلسي)

الشافي 1

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام علي سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ،
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى نور المعرفة والعلم.

أيها الأخوة الأفاضل،
الاسم اليوم "الشافي"

ورد هذا الاسم في الحديث الشريف الصحيح الذي
أخرجه الإمام البخاري ومسلم والحديث "أن النبي صلى الله عليه وسلم، إذا عاد
مريضا يدعوا له ويقول ، اذهب البأس رب الناس ، اشفي وأنت
الشافي ، لا شفاء إلا شفاءك شفاء لا يغادر سقما"

هذا الاسم أريد به العلانية
ودل على كمال الوصفية وجاء معرف بأل ، ولكن لا بد من مقدمة كي
تتصح ماذا بعد كلمة الشافي.

أيها الأخوة، الله سبحانه وتعالى قرن القوانين
في الكون وصدق القوانين وكأن القانون علاقة ثابتة بين متغيرين ،
ولولا القوانين لما استقرت الحياة وما استقرت الدنيا ، فخصائص المعادن ثابتة، دورة
الأفلاك ثابتة، أقول ولا أبالغ مليارات القوانين ثابتة ، من مئات ملايين السنين.

يمكن أن يقال لك
أن الشمس تشرق في عام 2080في 13 من شباط الساعة الخامسة وأربع دقائق مثلا.

تشتري سبيكة ذهبية ،
لو أن الذهب غير خصائصه، لخشيت ثمنه.

وهذه من رحمة الله علينا.

ولكن من مشيئة الله حرك شيئين
،

حرك الصحة ، وحرك
الرزق.

قد تأتي الأمطار كثيرة وقد تشح السماء ، قد ينعم الإنسان بصحة ، وقد يفقد صحته.

السؤال الآن ، كان من
الممكن أن لا يمرض الإنسان إطلاقا؟

أوضح مثل ، قد تقتني منضدةفي البيت مهمتها أن يضع الضيف عليها كأسا من الماء، وقد
يقف عليها الإنسان فتحمله، معنى ذلك أن الاحتياط فيها مئات الأضعاف ، لو كان في
إنسان لكل جهاز ، احتياط .

الدليل ، أن تفجيرا
نوويا كان في الصحراء في أفريقيا لصالح فرنسا كان تتطهير
، رأو عقربا يمشي في أرض التفجير، أجريت عليه بحوث
لعشرات السنين، تبين أن العقرب يستطيع أن يعيش بدون طعام وشراب ثلاثة سنوات،
ويستطيع إذا غمسته في الماء أن يبقى حيا ثلاثة أيام
بدون هواء، ويتحمل من الإشعاع الضوئي ما يزيد ثلاث مائة
ضعف ما يتحمله الإنسان، ولو نقلته من حرارة الصحراء من 60تحت الصفر، إلى 10 تحت
الصفر، ما تأثر، كان من الممكن ألا يكون مرضا على الإطلاق ، لأن بعض العلماء كشفوا
في الفضاء سحابة يمكن أن تملأ محيطات الأرض 60 مرة كل يوم بالمياه العذبة، فإذا
كلم الله الأمطار فالتقليل تقليل تأديب لا تقليل عزم،

"وإن من شيء إلا عندنا خزائنة
وما ننزله إلا بقدر معلوم"

إذا كان من الممكن أن لا يكون هناك مرض إطلاقا،
وأن لا يكون نقص في الرزق إطلاق ، ولكن شاءت حكمة الله
أن يكون هناك تقليل رزق، وأن يكون هناك تأخر صحة، ولعل الصحة والرزق والانسان حريصا على صحته وعلى رزقه حرصا لا حدود له لعل في
هذا تأديب لنا ، لأن الإنسان خلق لجنة عرضها السموات
والأرض ، وجيء به إلى الدنيا ليدفع ثمن الجنة ، ليعبد الله ، جيء به إلى الدنيا
ليتحرك لمنهج الله، ليس في الإسلام حرمان، ولكن في الإسلام تنظيم، فهذا الإنسان
عندما يتحرك بدوافع شهوته، بعيدا عن الله يقع في شر عمله ، يدفع ثمن أخطائه باهظة
ولأن الله رب العالمين ولأنه خلقه لجنة عرضها السموات
والأرض، هو رب.

قد تكون مديرا للشركة ،
وتعين موظف وتشترط عليه التدريب، لستة أشهر، أنت كمدير مؤسسة، مهمتك في هذا الوقت
أن تحصي عليه أخطاءه، فإذا أخطاءه قد كثرت اعتذرت عن التعين في العمل ، لو أن ابنك
في المؤسسة وأخطأ وأنت لا تعمل له شيء ولكن قد كثرت أخطاءه ، فيكن أمرك بعد ذلك ،
أن تحاسبه.

لأن الله رب العالمين ولأن الله أدب عبده ، إما بصحته أو برزقه، "لو أن أهل القرى آمنوا
واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السموات والأرض"

"وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه"

الآيات واضحة جدا،
"ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم"

إذا الله عز وجل يؤدب عباده بتقليل الرزق، قد
يحرم المرء بعض الرزق بالمعصية، كيف يزداد الرزق.

يزداد بالاستغفار

صلة الرحم

التصدق ، بالأمانة

أيها الأخوة : لو أن
الله سبحانه وتعالى جعل في كل جهاز من أجهزتنا، وفي كل عضو من أعضائنا احتياطات كبيرة جدا، الطاولة في البيت تستخدم لوضع الكأس وقد
يقف عليها إنسان وزنه ثمانين كيلوا، وتحمله، كم احتياط فيه، لو أن كل عضو في جسم
الإنسان أخذ هذا الإحتياط فيه إننا لن نمرض إطلاقا ولكن
الله سبحانه وتعالى شاء لنا أن نمرض ليكون المرض أحد أكبر الأسباب، التي تربي الإنسان
، لأن الانسان بسبب فطرته حريص على صحته ورزقه.

أيها الأخوة : الآن في
إشارة ثانية في القرآن دقيقة جدا، متعلقة باسم الشافي،

"قال تعالى الذي
خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين، وإذا مرضت فهو يشفين"

خلق الله كاملا كمالا مطلقا ،
ولكن أخطاء الإنسان قد تكون أخطاء خارجية وقد تكون أخطاء في العصر، في عصر الضجيج
في عصر التلوث في عصر تغيير خلق الله ، نريد أن نطمع البقر طحين الجيف واضطر
الإنسان أن يحرق ثلاثين مليون بقرة ، ثلاثة وثلاثين مليار جنيه استرليني.

لما الإنسان ينام بالنهار ويسهر بالليل ، هذا خلاف سنة الله عز وجل ، طبيعة حياتنا فيها أخطار
كبيرة جدا لما نحاول نضع الطعام في معلبات، لما استخدمنا المبيدات الكيماوية رفعت
ملوحة التربة ، وعندما الدواء الكيماوي يخلص مشكلة من جهة ويخلق مشكلة من جهة
ثانية ، في تغيير خلق الله، فإن أكثر ما يعانيه الناس اليوم من التلوث من استخدام
المبيدات من استخدام الأسمدة الكيماوية من استخدا
المشتقات الكيماوية لو تصورنا أن الإنسان لو اتبع الذي جاء بها الأنبياء ، لقل
المرض إلا أن يتم القضاء وقدر، أقول كلام دقيق أن قد المرض يأتي قضاء وقدر، ولكن
في الأغلب يكون عقب تقصير في تطبيق التعليمات التي جاء بها النبي عليه الصلاة
والسلام.

نحن قوم كتب علينا "نحن قوم لا نأكل حتى
نجوع وإذا أكلنا لا نشبع" عن محمد بن عبد الله ،
هذا الكلام يعد كلام أساسيا في الطب الوقائي، نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا
لا نشبع"

إذا لو أن الإنسان طبق التعليمات لكان بصحة جيدة
طوال حياته ، وقد تجد إنسان يحرص على التعليمات الصحية،
ويتمتع بصحة عالية جدا، وكان هذا العالم الجليل الذي كان في الثالثة والتسعين،
وكان منتصب القامة، حاد البصر، ما هذه الصحة التي حباك
الله بها ، يقول يا بني ، حفظناها في الصغر ، فحفظها الله علينا في الكبر، من عاش
فقيرا عاش قويا، إذا الله عز وجل ثبت أشياء استقرارا للنظام، وحرك شيئين ، الرزق
والصحة، والتحريك أداة تثبيت لنا.

ولنبلونكم بشيء من
الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين أولئك عليهم صلوات
من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون"

وهذه هي التربية ،
ولذلك "فما أصابك من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير"

مثلا لو دخلنا في اسم "الشافي"
من الناحية العلمية.

الله عز وجل أوضع فينا جهاز المناعة، وجهاز
المناعة يكاد يكون جيشا بكل ما في هذه الكلمة من معنى، جيش بفرق فرقة معلومات
استخبارات تأتي بالمعلومات، فإذا دخل إلى الجسم شيئا ساما، تتجه كريات بيضاء من
فرقة الإستخبارات تقترب من هذا السم لا تقاتله ، إلا أنها تستكشف خصائصه، وتذهب إلى فرقة أخرى، مهمتها
تصنيع السلاح، متواجدة في العقد اللنفاوية، فالكريات
البيضاء من فرقة الإستطلاع، تأتي بالأخبار إلى العقد اللنفاوية، لكن أعظم ما في الفرقة الثانية تصنيع السلاح.

قد نعطي الطفل مثلا لقاح الكوليرا
، يعني جرثوم مضاعف ، فكما هي العادة الكرات
البيضاء تأخذ المواد الكيماوية، وتذهب إلى العقد اللنفاوية
في فرقة تصليح، وتعطى الشفرات وتصنع الشيء المضاد لهذا الجرثوم
، وتحفظ في ذاكرة هذه الفرقة، فإذا عاد الجزثوم بعد
سبعين عاما العلاج جاهز.

لذلك لولا ذاكرة هذه الفرقة لما كان من معنى على
الإطلاق لهذه اللقحات، لا قيمة للقحات
بدون ذاكرة ، الفرقة الثالثة فرقة المقاتلين ، هذه
الفرقة مهمتها أن تأخذ الشيء المضاد وتتجه إلى الجرثوم،
وتجري معركة بين الكريات البيضاء المقاتلة وبين الجرثوم،
أحيانا الإنسان يرى ورما خفيفا، ثم بقعة بيضاء ، هذه نتائج المعركة، معركة تجري في
الجسم بين الكريات البيضاء المقاتلة وبين الجراثيم.

فإذا حسمت
المعركة لصالح الكريات البيضاء.

اكتشف بعض العلماء فرقة خامسة اكتشفها في عام 1967م
"اسمها فرقة القوماندوز"

تستطيع أن تكتشف الخلية السرطانية في وقت مبكر
جدا، وتلتهما وقد ثبت أن كل إنسان في يده ملايين الخلايا السرطانية ولكنها غير مفعلة ،
يجمع تجميعها ، الفرقة الخامسة تكتشف هذه الخلايا السرطانية فتلتهمها.

الآن المرض
الأول في العالم الشدة النفسية" قد يكون في ألم ولكن لا يكن في سلام.

الألم هو توقع المصيبة أما السلام هو عدم توقع
المصيبة، أحيانا تأتي أمراض القلب من خوف مرض القلب، وتوقع المصيبة مصيبة أكبر منها ، أنت من خوف شبح الحصار الإقتصادي
في مرض.

لذلك ما تعلمت
العبيد أفضل من التوحيد، "إليه يرجع الأمر كله فاعبده"

ما لم توقن أن أمرك وسلامتك وأهلك وأولادك ورزقك
وصحتك بيد الله وأنك إذا كنت مع الله كان الله معك وإذا عبدت الله أنشأ الله حقا
عليه أن لا يعذبك، نحن في أمس الحاجة إليها.

قال تعالى "فأي
الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون"

"الذين آمنوا ولم يلبثوا إيمانهم بظلم
أولئك لهم الأمن وهم مهتدون"

الفرقة الخامسة إذا فرقة مغاوير، وصول مشتقات
البترول إلى جوف الإنسان، هذا الذي يحدث عند احتمال وصول المشتقات إلى جوفه ، وهذه تسبب الأورام، وشيء آخر كما قال العلماء التوسع في
صناعة البلاستيك، يجب أن نبتعد عن استعماله مع الحرارة الشديدة، أو مع المواد
الحامضة ، فمشتقات البترول والتوسع في استخدام البلاستيك ، والإشعاع النووي.

لذلك ارتفاع نسبة السرطان إلى 10 أمثال ، لخطأ في عصرنا أو ضعف في نفوسنا أوضعف
في إيماننا.

الآن في غدة اكتشفت أخيرا اسمها "التايموس" أنها غدة لا وظيفة لها ثم اكتشف أنها أخطر غدة
في جسم الإنسان، كأنها في معركة حربية، كرية بيضاء معها
سلاح خطير الكرية المحاربة هذه سموها الخلية الهمجية
تدخل في هذه الغدة لما قدرت بمئات المرات ، وهذه الخلية
الهمجية كأنهم طلاب علم، تبقى الخلية الهمجية في مكانها ، وبعدها تمتحن، هناك
مخرجان امتحانيان ، الأول تعطى هذه الكرية
الممتحنة ، عنصر صديق فإذا قتلته ترسب وتقتل، وإذا لم تقتله تنجح وتتخرج ، ثم
تمتحن امتحان آخر تعطى عنصر آخر فإذا لم تقتله ترسب وإذا قتلته تنجح وتتخرج، قال
بعض سنتين ، تنموا هذه الغدة ، الأمر الذي أحزن بعض الأطباء أن يكون هذه الغدة لا
وظيفة لها، تبين أن الجلد المتخرج يتولى إلى نهاية الحياة تعليم الأجيال الصاعدة،
فصار أول جيل تخرج من هذه الكلية الحربية ، يتولى تعليم الأجيال الصاعدة، لكن بعد
الستين أو السبعين يضعف التعليم، مع ضعف التعليم ينشأ شيء اسمه "الخرف النمائي" منها التهاب المفاصل، منها سبعة أمراض تقريبا ،
يعني الكريات البيضاء تقتل الصديق يعني حرب أهلية صارت ، مع التهاب المفاصل ، لأن
حرب أهلية في الجسم.

أيها الأخوة : جهاز
المناعة يكد اسم الشافي جيش، بكل معاني هذه الكلمة هذا الجيش يقويه الأمن والحب
والود، ويضعفه الخوف والقلق والحقد.

والحمد لله رب العالمين